تنتظر جميع الأمهات بشغف اليوم الذي يبدأ فيه أطفالها بتناول الأطعمة الصلبة. ولكن يجب التخطيط لهذه الخطوة بعناية للتأكد من سلامة الأغذية التي يتناولها الطفل وملاءمتها لعمره. سيبدأ طفلك بتذوق الأطعمة ومضغها وابتلاعها وهي عملية مهمة لتطوير قدرته على التحكم في أجزاء فمه، ولكنه لن يكون قادرًا على تناول وجبة كاملة حتى الآن.
ولكن قبل كل شيء يجب أن تتأكدي من استعداد طفلك وقدرته على تناول الطعام الصلب. وهذه بعض الإشارات التي يمكن من خلالها الاستدلال على تطور طفلك جسديًا بما يكفي ليكون قادرًا على تناول الطعام الصلب:
- إذا كان طفلك يمتلك القدرة على التحكم في حركة رأسه ورقبته والسيطرة عليهما.
- إذا كان طفلك قادرًا على الجلوس بمفرده أو بمساعدة بسيطة منك، ويستطيع أن يبقي رأسه منتصبًا لعدة دقائق.
- إذا كنت تشعرين برغبة طفلك في استكشاف طعامك أو إذا كان ينظر إلى طبقك أو إلى فمك أو يميل إلى الأمام عند وضعه في كرسي الطعام.
- يمكنك أن تناولي طفلك لعبة أو جسمًا ليمصه ويضعه في فمه – وهي خطوة فعالة إذا كنت تحاولين فطامه باختيار منه.
- إذا كان طفلك يفتح فمه عندما تضعين بعض الطعام في ملعقة وتقربينها منه.
تظهر كل هذه العلامات أو بعضها على معظم الأطفال ببلوغهم حوالي ستة أشهر ، ولكن قد تظهر قبل أو بعد ذلك عند كثير من الأطفال. وكقاعدة عامة، لا ينصح بإدخال الأطعمة الصلبة قبل بلوغ الطفل 4 أشهر، ولا ينصح كذلك بالتأخر لفترة طويلة (إلا إذا وجدتِ من طفلك إعراضًا عن تناول الطعام).
والآن، كيف تختارين لطفلك طعامه الأول؟
يفضل اختيار الأطعمة اللينة المهروسة في البداية ثم التدرج في تقسية قوام الطعام بعد ذلك ليكون أكثر تماسكًا. يستمتع معظم الأطفال بإطعام أنفسهم، ولذلك حاولي أن تقدمي له أنواعًا من الطعام يمكنه أن يمسكها بيده ويأكلها بنفسه دون مساعدة منك، وذلك مع كل وجبة. تجنبي أنواع الطعام القاسية والأطعمة النيئة مثل الجزر والتفاح، واحرصي دائمًا على أن تكون الفاكهة التي تقدمينها له طرية بالدرجة التي يمكن معها هرسها بين إصبعيك.
كما يمكن خلط حبوب الأطفال المطحونة مع حليبك الطبيعي أو مع الحليب الصناعي لإعطاء طفلك طعامًا مألوفًا نوعًا ما بالنسبة له وإمداده بالعناصر الغذائية الضرورية له.
تعد الخضراوات المطبوخة أحد الخيارات المثالية، فهي غنية بالألياف ولها مذاق متنوع، كما أنها سهلة التحضير وغالبًا ما تكون متوفرة في منزلك. لا تضيفي أبدًا لطعام طفلك السكر أو الملح.
قطعي الموز أو الأفوكادو وقسمي القطع إلى جزئين، ثم اهرسي أحد الجزئين واخلطيه مع الجزء الآخر السليم. بمزج قطع سليمة مع أخرى مهروسة سيتمكن طفلك من إطعام نفسه إذا كان يتطلع إلى ذلك.
يستمر جسم طفلك في الحصول على معظم العناصر الغذائية اللازمة له من الحليب الصناعي أو الحليب الطبيعي خلال عامه الأول. ولذلك لا تقلقي إذا لم يتناول طفلك كمية كافية من الطعام، فهو الآن في مرحلة استكشاف مذاق الطعام وقوامه وتعلم كيفية تحريك الطعام في فمه لابتلاعه في النهاية.